الفلبين

مع شواطئها الرملية البيضاء، وغاباتها الكثيفة، ومدنها النابضة بالحياة، تقدم الفلبين تجربة فريدة للمسافرين من جميع أنحاء العالم.

في هذه المقالة، سنستعرض تاريخ وثقافة الفلبين، معالمها السياحية، وحياة المدينة فيها.

تاريخ وثقافة الفلبين

الحقبة ما قبل الاستعمار

قبل وصول الإسبان إلى الفلبين في القرن السادس عشر، كانت الفلبين موطنًا لمجتمعات متنوعة تعيش في قرى صغيرة تسمى “بارانغاي”، وكانت هذه المجتمعات تعتمد على الزراعة، الصيد، والتجارة مع جيرانها من دول جنوب شرق آسيا مثل الصين وإندونيسيا وماليزيا. وكانت الديانة السائدة قبل الاستعمار هي الديانة الروحية، حيث كان الفلبينيون يعبدون الأرواح الطبيعية.

الاستعمار الإسباني

في عام 1521، وصل المستكشف البرتغالي فرديناند ماجلان إلى الفلبين تحت راية إسبانيا، لتبدأ حقبة الاستعمار الإسباني التي استمرت لأكثر من 300 عام. خلال هذه الفترة، اعتنق الفلبينيون المسيحية الكاثوليكية بشكل واسع، وأصبحت اللغة الإسبانية جزءًا من الثقافة الفلبينية. كما أسس الإسبان العديد من المدن والكنائس التي لا تزال قائمة حتى اليوم وتعد من أهم معالم الفلبين الثقافية والتاريخية.

الحقبة الأمريكية

بعد الحرب الإسبانية الأمريكية في عام 1898، انتقلت الفلبين من الاستعمار الإسباني إلى السيطرة الأمريكية. أدخل الأمريكيون التعليم العام والنظام الديمقراطي إلى الفلبين، مما أثر بشكل كبير على الثقافة الفلبينية. كما ساهم التأثير الأمريكي في انتشار اللغة الإنجليزية، التي أصبحت واحدة من اللغتين الرسميتين في البلاد.

فترة الاحتلال الياباني

خلال الحرب العالمية الثانية، احتلت اليابان الفلبين من عام 1942 إلى 1945، وهي فترة كانت مليئة بالصراعات والمآسي. لكن بعد نهاية الحرب، استعاد الفلبينيون استقلالهم وأسسوا جمهورية الفلبين في عام 1946.

الثقافة المعاصرة

اليوم، تعكس الثقافة الفلبينية مزيجًا من التأثيرات الإسبانية، الأمريكية، الآسيوية، والمحلية. الفلبين هي دولة متعددة اللغات، حيث يتم التحدث بأكثر من 170 لغة ولهجة. إلى جانب اللغة التاغالوغية والإنجليزية كلغتين رسميتين، هناك العديد من اللغات الإقليمية التي تعكس التنوع الثقافي في البلاد. تعتبر الفلبين أيضًا مركزًا للفنون والموسيقى، حيث يشتهر الفلبينيون بالعديد من أشكال الفنون الشعبية مثل الرقصات التقليدية والأغاني الشعبية.

معالم الفلبين السياحية

جزيرة بوراكاي

جزيرة بوراكاي

تعد جزيرة بوراكاي واحدة من أشهر الوجهات السياحية في الفلبين، وتشتهر بشواطئها الرملية البيضاء ومياهها الفيروزية الصافية. الشاطئ الأبيض في بوراكاي يعتبر من أجمل الشواطئ في العالم، ويجذب آلاف السياح سنويًا. إلى جانب الاسترخاء على الشواطئ، يمكن للزوار الاستمتاع بالرياضات المائية مثل الغوص، وركوب الأمواج، والإبحار.

تلال الشوكولاتة في بوهول

تلال الشوكولاتة

تلال الشوكولاتة هي مجموعة من التلال الفريدة التي تقع في جزيرة بوهول. تأخذ هذه التلال شكلًا مخروطيًا وهي مغطاة بالعشب الذي يتحول إلى اللون البني خلال فصل الجفاف، مما يمنحها مظهرًا يشبه الشوكولاتة. تُعد تلال الشوكولاتة من أكثر المعالم الطبيعية غرابة في الفلبين، وتعتبر موقعًا سياحيًا شهيرًا يزوره السياح للاستمتاع بالمشاهد البانورامية والتقاط الصور.

شلالات باجسانجان شلالات باجسانجان

تقع شلالات باجسانجان في منطقة لاغونا، وهي واحدة من أكثر الشلالات شهرة في الفلبين. يمكن للزوار الوصول إلى الشلالات عبر رحلة ممتعة بالقارب عبر نهر باجسانجان، مما يوفر تجربة مثيرة تجمع بين الطبيعة والمغامرة. يعد موقع الشلالات وجهة مثالية لعشاق الطبيعة ومحبي التصوير.

نهر بورتو برنسيسا تحت الأرض

نهر بورتو برنسيسا تحت الأرض

نهر بورتو برنسيسا تحت الأرض هو أحد عجائب الدنيا الطبيعية، ويقع في جزيرة بالاوان. يمتد النهر لمسافة 8.2 كيلومتر تحت الأرض، ويُعد أطول نهر تحت الأرض قابل للملاحة في العالم. يمكن للزوار استكشاف هذا النهر عبر جولة بالقارب داخل الكهوف المظلمة، حيث سيشاهدون تشكيلات صخرية مذهلة وأعمدة من الحجر الجيري.

مدينة فيغان التاريخية مدينة فيغان التاريخية

تعتبر مدينة فيغان واحدة من أفضل الأمثلة على المستوطنات الاستعمارية الإسبانية في آسيا. تقع في منطقة إيلوكوس سور، وتتميز فيغان بشوارعها المرصوفة بالحجارة، ومبانيها الاستعمارية القديمة، وعربات الخيول التي تجوب المدينة. تُعد فيغان وجهة مثالية لمحبي التاريخ والثقافة، حيث يمكنهم استكشاف المعالم التاريخية والمتاحف، بالإضافة إلى تذوق الأطعمة الفلبينية التقليدية.

حياة المدينة في الفلبين

مانيلا: العاصمة النابضة بالحياة

مانيلا

تعتبر مانيلا، عاصمة الفلبين، مركزًا حضريًا يعج بالحركة والنشاط. تضم المدينة مزيجًا من العمارة الحديثة والآثار التاريخية، مما يعكس تنوعها الثقافي. يعد الحي التاريخي إنتراموروس من أبرز المعالم في مانيلا، حيث يمكن للزوار استكشاف الحصون القديمة والكنائس التي تعود إلى الحقبة الإسبانية. كما تشتهر مانيلا بمراكزها التجارية الكبيرة مثل “مول آسيا”، الذي يعد واحدًا من أكبر مراكز التسوق في العالم.

مدينة سيبو مدينة سيبو

تعد سيبو واحدة من أقدم المدن في الفلبين، وهي مركز تجاري وثقافي رئيسي في البلاد. تُعرف سيبو باسم “ملكة مدن الجنوب”، وتشتهر بكنائسها التاريخية، مثل كنيسة سانتو نينيو، وأسواقها التقليدية. تشكل المدينة نقطة انطلاق مثالية لاستكشاف الجزر المجاورة مثل جزيرة ماكتان وجزيرة بوهول.

دافاو: بوابة الجنوب

دافاو

دافاو هي واحدة من أكبر المدن في الفلبين من حيث المساحة، وتعتبر بوابة إلى مناطق الجنوب. تشتهر المدينة بجبل آبو، أعلى قمة في الفلبين، والذي يجذب عشاق التسلق والطبيعة. كما تعد دافاو مركزًا اقتصاديًا مزدهرًا، وتتميز بجودة الحياة العالية مقارنة بمدن أخرى في البلاد.

مدينة ماكاتي

مدينة ماكاتي

ماكاتي هي المركز المالي للفلبين، وتُعرف بناطحات السحاب الحديثة والفنادق الفاخرة والمطاعم العالمية. تقع ماكاتي في قلب منطقة مترو مانيلا، وتعد موطنًا للعديد من الشركات العالمية والبنوك الكبرى. الحياة الليلية في ماكاتي نشطة للغاية، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بالحانات والمطاعم والملاهي الليلية التي تقدم تجارب ترفيهية متنوعة.

مدينة باجيو

مدينة باجيو

تقع مدينة باجيو في منطقة جبلية شمالي الفلبين، وتشتهر بمناخها البارد وطبيعتها الخلابة. تُعرف باجيو باسم “عاصمة الصيف” للفلبين، حيث يتوافد السكان والسياح إلى المدينة خلال أشهر الصيف للهروب من الحرارة الشديدة في باقي مناطق البلاد. تُعد المدينة مركزًا للفنون والثقافة، حيث تحتضن العديد من المعارض الفنية والمهرجانات الثقافية.

الفلبين دولة تزخر بالتنوع، سواء كان ذلك في طبيعتها الساحرة، تاريخها العريق، أو ثقافتها الغنية. من شواطئ بوراكاي المذهلة إلى تلال الشوكولاتة الفريدة، ومن حياة المدينة الصاخبة في مانيلا إلى الهدوء في جبال باجيو، تقدم الفلبين تجارب لا تُنسى للمسافرين. إنها وجهة تجمع بين القديم والجديد، وبين الطبيعة والحضارة، مما يجعلها واحدة من أكثر الوجهات السياحية تميزًا في العالم. سواء كنت تبحث عن مغامرات في الهواء الطلق، استكشاف تاريخ وثقافة غنية، أو الاستمتاع بالحياة المدنية النابضة بالحياة، فإن الفلبين توفر لك كل ذلك وأكثر.

لا تنسى القراءة عن دولة لاوس